الجمعة، 30 مارس 2012

لم يحدث شيء..

على حافة نهاية الشغف، أجدني مجبرا على التشبث بخيط أمل ضئيل، فأن يموت داخلك حبك للكتابة، معناه نهايتك، ونهاية رحلة الشغف، التي لم تكن متألقة مثلما حلمت بها في البدايات، حينما كنت تحلم بمستقبل مشرق ككاتب، لكن الأن أجد أنه علي الاستفاقة من الوهم، فاليأس الذي صار عنوانا يوميا لكل لحظاتي..
عمر من الخيبات، وانتظار أن يحدث شيء ما، يغير كل شيء، ويمكنك من الدنو من تحقيق أحلامك في الكتابة، لكن لاشيء يحدث، أكتب الصفحات والصفحات وأمزقها، كلنني لا أفلح في كتابة قصتي التي حلمت بها، أو الرواية التي تخيلتها.. لم يحدث شيء، سوى ركام من الفشل والخيبات، ها أنا أعترف، فلا داعي للتنقيب في أوراقي للبحث عن اسباب الفشل.. لأنكم لن تعثروا على شيء..

الاثنين، 26 مارس 2012

لا أحد يتذكر الراحلين..

مرارة الخيبة تجتاحني كلما  تذكرت مواقف بعينها، حدثت معي قديما، حينما كنت شابا وجميلا، (واقصد بالجمال هنا جمال الجرأة وعنفوان الرغبة في اكتشاف العالم والطموح المستمر )، كنت أكتب لإحدى اليوميات الجزائرية (البائدة)، مقالا خميسيا (اي كل خميس) أعرف من خلاله بكتاب مهم، وشخصية أدبية لامعة، وطبعا كان عملي مجانيا، أحتاج له (حسب رؤية رئيس التحرير للتعريف باسمي)، وأحتاج له (حسب رؤيتي لأتنفس ولو تحت الماء)، لكن ذات خميس كتبت شيئا مختلفا أملاه علي إحساسي بألم الكتاب، كتاب كانوا حينها يموتون أمام أعيننا دون أن نملك شيئا نساعدهم به (سوى كلمة اسبوعية) مفادها: إنهم يموتون في صمت افعلوا شيئا رجاء..
لكن ندائي كان كالجمرة المتقدة التي سقطت في دلو ماء، بل في بئر سحيق، سمعت خرخشة انطفائها حينما لامست الماء، نظرت فلم أر سوى الظلمة، وأفقت على موت من كتبت عنهم ( وليس موت من أحبوني عنوان مجموعة الشاعرة علية عبدالسلام)، نعم.. فقدنا الروائية مليكة مستظرف، وفقدنا نعمات البحيري القاصة المميزة.. وفقدنا.. وفقدنا.. وذهبوا كلهم في صمت، يومها لذت أنا بصمت عجيب.. وذقت مرارة الخيبة، وطعم البؤس.. واليوم ما أزال أتجرع ذلك وحيدا، وفي صمت ايضا، بعد أن رأيت أنه لا جدوى من الكتابة، سوى تعميق الجراح.. فلا أحد يتذكر الراحلين..