الخميس، 1 أغسطس 2013

لوح جدي


أبحث عنها، أستعمل كل الوسائل، الممكنة والمستحيلة، هوس البحث يملئني، أريد أن التقيها، أبحث في قوقل، اكتب اسمها الذي رايته في المنام، كان جدي قد كتبه في لوح، وقال لي: اقرأ، قلت: ماذا أقرأ؟ قال: اسم زوجتك، انتبهت كان صوت المؤذن يكاد يصمني (حي على الصلاة)، أقوم متثاقلا، محوقلا، اتوضا، وأمضي باتجاه المسجد، بابه الشمالي مقابل لبيت جدي- رحمه الله-، أدلف الباب ذاكرا، مستغفرا، اصلي، الشاب الذي يصلي بنا في مكان الإمام، ينتمي لمجموعة دينية معروفة، أتساءل بيني وبين نفسي: اين الإمام؟ يطيل الشاب القراءة، يترنم، يمد، يتمطى، أنشغل عنه باستعادتي للرؤيا، أقول في نفسي، ما دام جدي قد أشار بها علي، إذن هي موجودة، لكن من اي بلد هي؟ من أية قبيلة؟ ما لغتها؟ اسمها تتقاسمه لغات عدة، اتمنى أن تكون عربية، ننصرف من الصلاة، أخرج من الباب، أنظر في باب بيت جدي، هو خاو منذ غادره، أحسه واقفا، يردد على مسمعي اسمها، أشير بحركة تدل على أنني حفظت الاسم، إنه معروف جدا، متداول، سهل، رنان، حتى أن كاتبي المفضل العقاد كتب عنه رواية كاملة، أعود إلى قوقل، والفيس بوك، واليوتب، وتويتر، والجرائد الصفراء، وأركان التعارف، هن كثيرات، ولكنني لم أجد تلك التي كتبها جدي في اللوح.

ظل الباب

الباب موارب.. حفيف وقع اقدام، يدنو.. ما زلت لم أكمل، أنا في الصفحة ثمانين، اضع ورقة نقدية بين طيات الكتاب، علامة على الصفحة ودليلا للرجوع، أقوم على مهل، يعوي السرير، أدخل قدمي اليمنى في فردة النعل المطاطي، لا أدخل اليسرى، أرمي بعيني هناك، في ظل فتحة الباب والجدار، قدمي تحاور القدم التي بدأت تطل من الفتحة، اشم عطرا جذاب...ا، إنها امرأة، ذوقها رفيع، الرائحة تفضح دائما، أمد يدي على مقبض الباب، أسحبه نحوي، الفتحة تتسع، الضوء ينتشر اكثر، أنظر في وجهها، جماله تخفيه المساحيق، تقول:
بيت المعلم؟
نعم
أود أن تجيئني مساء، لتقدم دروسا لابني..
مات أبوه منذ عام، فأهمل دراسته، هل تود مساعدتي..
أهز رأسي، وأمسك ورقة مكتوب عليها بخط أنثوي عنوان البيت