الخميس، 15 ديسمبر 2011

إيحاءات أغوتا

كخمسيني كهل، أتأمل مشيتي وأنا مثقل الخطى، كالمترنح أجوب شارعا خاليا من المارة، لأخلو إلى تفكير عميق، فيما أتأبطه الآن من كتب، أحدث نفسي بفرح مباغت، ها قد صارت رواية (أغوتا كريستوف)، ملتصقة بجسدي كأنها جزء منه، هي الآن تنزوي داخل رسالة باريسية مستعجلة، أرسلتها لي (بونيي) التشكيلية المميزة، والروائية أيضا، بروايتها الوحيدة التي لم أفلح لحد الآن في ترجمة عنوانها، ها هي (أغوتا) تدغدغ إبطي بورق سميك، يحمل رائحة برودة ديسمبر، وعطن السمك الباريسي في الأسواق المستعجلة، الأسواق التي لا تبيعك هذه الأيام غير شجرة السنوبر.. ها هي الرواية، فهل ستكفيني قراءة واحدة، لأعاود بعث (أغوتا)، في نفسي كما كانت منذ سبع سنين مضت، عنوانا لحب دافئ، مر على سهو مني، وعلى غفلة من المدرسة الهامشية، وسط صخب الأطفال، ولعبة الغميضة..

ها هي (أغوتا) التي تعجبها جدا رواية (كارتز)، ولا تحب (روسو)، وتقلع ضرسها عند طيبب الأسنان بلا مخدر..

فهل ستحملني (الكراسة الكبرى) إلى ما حملتني إليه (أمس).. ام انها ستكون رقما آخر، أضعه بملل، وتثاقل، إلى جانب الأرقام التي أنهكني بها الصيف الماضي، تكديس لكتب لا معنى لها، سوى أنها تساهم في تضييق الغرفة أكثر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق