الثلاثاء، 6 أبريل 2010

ألم

أعرف حكايتك مع الألم.. حكاها لي صديق وغاب.. كانت دموعه تسقي خديه، وتستبيح عذرية شفاهه، حين كان ينشج وهو يحدثني عنك.. يومها أحببتك.. لم تكن شفاهه قد التحمت بشفاهك بعد، و لم يكن جسداكما قد دعكا العشب، بالطريقة التي تحدثت عنها مليكة مقدم في "رجالي" لم أكن قد رأيتك بعد، لكنني كنت دوما أتساءل هل يولد الحب من حكاية صديق.. المؤلم في الأمر، أنك كنت تحبينه، وكنت أنا أتخفى وراء كلماته التي كان يرسلها إليك، كان يسلمني هاتفه الجوال ويقول لي اكتب لي رسالة sms تدوخها بها، في الحقيقة لم أكن أحتاج أن أخترع الكلمات، فقد كانت تخرج صادقة من قلبي، لتصل إليك كما هي بعذوبتها الأولى، ببكارتها، ببراءتها، بشفافيتها، وبروعتها أيضا.. فهل كنت تدركين؟ حين كنت تسألينه عن أحب الأغاني إليه ، كان يهاتفني ليسألني عن أحب الأغاني إلي، كنت أجيبه: فيروز.. كان يجيبك : فيروز.. كانت فيروز لحنا، وحبا مشتركا بيني وبينك.. هو لم يكن يحبها، فقد كان لا يطربه أي شيء .. لا الراي، ولا الجاز، ولا الروك، ولا عبدالحليم ، ولا أم كلثوم، ولا صباح الصغيرة.. ولا حتى فيروز.. لم يكن يطرب لشيء سوى مخادعتك.. وكانت تستهويك تلك المخادعة، لأنني كنت كاتب نصها، و شاهدها الوحيد.. وتطور الأمر بينكما، وصار يحدثني في ليالي الصيف المقمرة، (لست أدري إن كان صيفي أنا أم صيف الزمن لم أعد أتذكر التوقيت ) عن مغامراته معك، عن سيارته الفخمة التي كنت تحبين امتطاءها كأنها فرس تعدو بك على وقع أحلامك، وعن ذلك المكان في الغابة الذي كان أثيرا لديك، كنت تفضلين الغابة على الشقق، وكان يحدثني أيضا عن أحاديث الفيس بوك التي كانت بينكما كل ليلة، كنت تنشرين صورتك في الغابة، وكنت الوحيد الذي يعرف المصور من الحكاية، لأنني لم أكن قد رايتك بعد.. لكنه حين ضاق بك ذرعا رماك.. فرحت تذكرينه بزمانه الأول، عله يحن ويعود.. لكنه غاب.. و كما ظلت تغني ماجدة الرومي: غاب في الزحام.. ولم يترك لك إلا دموع الألم، ورسائل لم يكن هو كاتبها، و قصائد لم يكن هو ناظمها، و أغنيات لفيروز لم يكن هو الذي أرسلها لك.. فقد كان هاتفه يوحي بذلك، لكن لا شيء كان حقيقيا.. وعدت لنفسي أسألها بعد أن غاب هو في أحضان سيدة ثرية، هل يولد الحب من حكاية صديق؟ قادتني نفسي إلى مقهى الانترنيت، ورحت ابحث صفحات الفيس بوك عن اسمك.. ها هو اسمك، وهاهي صورتك.. وهاهو تعبير تصفين به نفسك أسفلهما: أنا طفلة لا تحب أن تكبر، تعشق فيروز حد التوحد، تؤمن بالقضاء والقدر، وترى أن الحياة هي الحب.. قرأت عبارتك.. ثم رحت ابحث في صور أصدقائك عن صورته.. لم أجدها.. أرسلت لك طلب إضافة كصديق.. تجاهلت الطلب.. لم أجد طريقا أمر به إليك.. غير أن أكتب لك رسالة.. وبقيت رسالتي بلا جواب.. حينها قررت أن أكتب هذه الحكاية، علها تصل إليك، فتعرفي أن الذي أحبك فعلا، كان هو كاتب الرسائل ومرسل الأغنيات.. كتبت هذه الكلمات، وخرجت من مقهى الانترنيت.. لأغيب..
عبدالقادر حميدة الجلفة في : 05 / 04 / 2010م الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق