الثلاثاء، 6 أبريل 2010

رحيل

لم أكن استطيع أن أكتب أكثر، فوسط ركام الفشل لم أجد كوة يمكن أن يتسلل إلي من خلالها أمل ما، فبعد نهاية قصتي مع حياة، تأكدت بما لا يدع مجالا للشك من أنني لن أنجح في الحب أبدا.. قصة حرصت على رعايتها، وعلى تجنيبها مطبات الطريق، لم أكن أحلم أكثر من أن أرى حياة سعيدة معي في بيت بسيط، نبنيه سويا، وحديقة صغيرة نعتني بأزهارها، وأطفالا ننقل لهم سر ابتسامتنا النقية، لم أكن احلم أكثر من ذلك، ولم تكن هي تحلم أكثر من ذلك، فما الذي جعل أحلامنا تنكسر فجأة عند اقتراب آجال تحققها.. ما الذي جعل قارب أحلامنا يتحطم أمام صخرة الحياة القاسية كما كان يقول ماياكوفسكي..وما الذي جعلها تهاتفني ذات مساء قائلة: - آسفة حبيبي، كنت أتمنى أن أستمر معك، لنواصل حلمنا الكبير، لكن الواقع أقسى منا.. لم استطع أن أتحمل أكثر.. أحتاج إلى قليل من الوقت لأراجع نفسي وذاتي، فأنا مضطربة جدا.. قلت: خذي كل الوقت الذي تريدين .. لكن لا تتركيني وحيدا.. قالت: نعم.. وقطعت المكالمة.. لكنها بعد ساعة تقريبا، عاودت مكالمتي، لتقول لي: اعتبر أن كل شيء بيننا قد انتهى.. لم استسغ الأمر، ولم أتقبله، لكن الصمت الكبير الذي أوقعتني فيه مكالمتها الأخيرة، كساني رعشة، وقلقا، وخوفا لا قبل لي به.. لشدما كنت أخشى لحظات الفراغ.. وهاأنا أتخبط في هاويته التي لا قرار لها.. حاولت الاتصال بها، لأفهم أكثر، لكن هاتفها مغلق .. وسيظل مغلقا.. لأن رقمه تغير، فجأة ودون سابق توقع.. اعترتني الحمى، وبقيت أياما أهلوس، وأردد عبارة قالتها لي ذات صفاء: قد تغرب الشمس دوننا، لكنها لن تلد أحلاما بحجم أحلامنا.. فعلا يا حياة، غربت الشمس دوننا، ودون أن أملك الوقت ولو لأقول لك بصوتي الرخيم الذي يعجبك جدا: تصبحين على خير.. غربت الشمس دوننا، لكنها ولدت جحيما، وجعلتني أفيق على وهمي الكبير.. - هل تقرئين القصص؟ - لا - أنا لا أحب التي لا تقرأ القصص - علمني القراءة - حاضر - كيف ابدأ - لا تهم الكيفية، المهم أن تبدئي - بم ابدأ - غادة السمان - حاضر يا غسان، لا بل يا غساني أنا - رحيل المرافئ القديمة..؟؟ - نعم الآن فقط عرفت لماذا انتهت الحكاية، لأنها ابتدأت بقراءة كتاب يحمل عنوان الرحيل،قال محمود درويش لبيروت: في الرحيل الأخير أحبك أكثر.. لم أكن قد انتبهت إلى ذلك، وإلى أن آخر أغنية سمعناها معا كانت لعبدلوهاب: أسألك الرحيلا..
عبدالقادر حميدة الجلفة في: 06/ 04/ 2010م الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق